إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
107261 مشاهدة print word pdf
line-top
إثبات صفة العلم لله تعالى

ذكر بعد ذلك صفة العلم:
وعلمـه بمـا بدا ومـا خـفــي
أحاط علـمـا بـالجلـي والخـفـي
يعني: نؤمن بأن الله -تعالى- بكل شيء عليم، وأنه عالم بكل شيء، وعلمه من ذاته، ليس علمه مخلوقا، كما أنه ليس سمعه ولا بصره مخلوقا، وأنه يعلم كل شيء، لا يخفى عليه من أمر الخلق شيء؛ يعلم عددهم قبل أن يوجدوا، علم عدد الرمل والتراب، وعلم عدد قطرات المطر، وكذلك علم من وُجد ومن سوف يوجد، يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن إذا كان كيف يكون، كيف يوجد، علمه سبحانه وتعالى صفة ذاتية لا ينفك عنها، لا تنفك عنه هذه الصفة. وقد أنكر المعتزلة هذه الصفات: صفة السمع، والبصر، والعلم.
وفائدة الإيمان بالعلم: الإيمان بأنه سبحانه وتعالى يعلم أحوال العباد، فيعلم ما تكنه ضمائرهم، يعلم ما في نفوسهم؛ لأنهم خلقه، قال تعالى: أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ كيف لا يعلم من خلق؟ ويعلم الأمور المستقبلة، قال تعالى: وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ يعلم كل ما في البر: من الدواب، والحشرات، والوحوش، والمخلوقات، ويعلم ما في البحر: من الحيوانات، ومن المخلوقات كلها صغيرها، وكبيرها، يعلم عدد ذلك كله، ويعلم أيضا الأمور الماضية، والمستقبلة، يعلمها قبل أن تحدث.
ذُكر أن أول من أنكر هذه الصفة بالبصرة معبد الجهني فأنكر عليه أهل العلم؛ أنكروا عليه، وذلك لأنه يدعي أن الله لا يعلم الأشياء حتى تحدث، لا يعلم الأمور المستقبلة، ولا يعلم مقاديرها، فرد عليه ابن عمر بقوله: لو أنفق أحدهم مثل أحد ذهبا ما قبله الله منه، حتى يؤمن بالقدر خيره وشره. واستدل بالحديث - حديث عمر المشهور- وفيه قوله: وتؤمن بالقدر خيره وشره فهذا ونحوه دليل على أنه أنكر هذه الصفة، وأن إنكارها يعتبر تنقصا: تنقصا لله سبحانه وتعالى ولا يخفى أن العبد عليه أن يؤمن بصفات الكمال لله.

line-bottom